وهذا مثل آخر غير معروف. عثر الجيش الفرنسي على وثيقة نادرة في حقيبة أحد المحافظين السياسيين (الموجهين) الذي وقع شهيدا في أحد الكمائن التي نصبها الجيش الفرنسي لرجال المقاومة في (تابلات) وكانت هذه الوثيقة النادرة تتضمن خطة العمل السياسي العسكري المتعلقة بمنطقة الجزائر العاصمة حيث أعلنت وفاة (جبهة التحرير الوطني - في العاصمة) مرات عديدة، ثم لا تلبث أن تبعث من مرقدها. ولكن ما أثار فضول ضباط (الحرب النفسية) هو أن الوثيقة كانت مكتوبة بخط امرأة. وهذا لمما يدعو إلى العجب مرتين، فحتى الآن لم يعط جيش التحرير الوطني دليلا بمثل هذا الوضوح على قبوله الجناح النسائي بين صفوفه. إنه يقبل المعونة النسائية كقوة دعم إضافية، ثانوية، ولبثت هذه - الترقية أو الترفيع للمرأة - تشغل بال (العارفين العالمين) بشؤون (النفسية البربرية - الإسلامي). ثم من تكون هذه المرأة. أتكون - فاطمة ما - رئيسة للشبكة؟.
تم اعتقال (الزعماء الإرهابيين) دون سواهم - في الليل - وسط تحركات للقوى العسكرية نظمت بدقة ونفذت بمهارة. وأخضعت الموقوفة للتعذيب طوال اثنين وعشرين يوما. لكن المرأة لم تغير حرفا واحدا مما قالته في البداية. إنها لم تحاول أبدا أن تمثل دور (جان دارك) بحسب تعبير أحد الجلادين الذين عذبوها. ولم تكن سوى ضابطة ارتباط. ولم يجدوا في بيتها قطعة سلاح أو قنبلة أو منشورا أو شيئا من ملفات - أرشيف - جبهة التحرير الوطني. أما فيما يتعلق بخطة العمل التي عثر عليها في الجبل، فإن دورها فيها كان مقتصرا على (إعادة نسخ) نص تم إتلافه فيما بعد لتضييع كل أثر من آثار واضعه. واعترفت بأنها سبق لها أن أمضت في السجن عاما كاملا.