للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك (الوحدة الإدارية الخاصة) (١) ورمزها (س. آ. س) وهي تمارس دور عمدة الإقليم، وتنافس المكتب الثاني أو الاستخبارات في مجال اضطهاد المواطنين وتعذيبهم. إذ كان أي مواطن مضطرا لسبب من الأسباب أن يلجأ اليها من أجل الحصول على وثيقة إدارية، أو من أجل قضة روتينية - رتيبة - من أمور الحياة اليومية، وعندها يجد أن موظفي هذه الوحدة غير متعجلين أبدا لمساعدته أو تسهيل مهمته، وقد يجد النقيض من ذلك، إذ أن هؤلاء الموظفين الجالسين وراء مكاتبهم ليسوا إلا عسكريين ينتظرون كل فرصة لإجراء استجواب دقيق مع من تعرض له حاجة للاحتكاك بهم، فيطرحون عليه الأسئلة من كل نوع، والتي لا علاقة لها أبدا بالقضية التي جاء المواطن يلتمس المساعدة من أجلها. وكان يرأس هذه الوحدة ملازم من أصل كورسيكي (اسمه سكاربانكي) سبق له أن عاش سنوات في المغرب، وتعلم فيه اللغة العربية فكان يستخدم بعض العبارات (كلازمة أومتكأ) في حديثه للتظاهر بالبساطة، عندما كان يتجول في الأسواق ويختلط بالناس، على أمل الوصول إلى أسرارهم. غير أنه لم يكن من الصعب على القرويين البسطاء اكتشاف أمره، والحذر منه، إذ كانت لكنته الكورسيكية تفضحه عندما يحاول نطق اللغة العربية، لا سيما عندما يقحم نفسه في حديث له أهميته، ولم يبق على القرويين سوى التزام الصمت والتظاهر باللامبالاة عندما يتعرض لهم الملازم (سكاربانكي).

وكان سكان قرية (زمورة) شأنهم شأن كل سكان القرى، على


(١) الوحدة الإدارية الخاصة: SECTION. ADMINISTRATIVE SPECIALISEE ورمزها (S.A.S)
.

<<  <  ج: ص:  >  >>