علاقة وثيقة بالدوار (الماكي). وكان رجال الحركة (التابعين للقيادة الإفرنسية) يعرفون أن المجاهدين يترددون على القرية للتزود بالطعام والمواد التموينية وقد رغب (الملازم سكاربانكي) إعادة تجميع القرويين الذين يسكنون البيوت المنعزلة في القرية، غير أن سكان هذه البيوت رفضوا بدافع وطني الجلاء عن منازلهم أو إخلائها لأنها كانت تتيح لهم فرصة الاتصال بإخوانهم الثوار.
...
كان من بين سكان قرية (زمورة) فتاة جميلة تحمل اسم (عقيلة) وهي زوجة المجاهد (الملازم حمد الأخضر) تعارف الناس على مناداته باسم (سي الأخضر) واشتهر بإرباك الدوريات الإفرنسية وإزعاجها وتدميرها، لا في الجبال فقط، وإنما في داخل القرى أيضا.
عرف الحركيون (أو رجال الحركة) بأمر الحب العاصف الذي يحمله (سي الأخضر) لزوجته. فعملوا فورا على إخطار رجال المكتب الثاني (الاستخبارات)(والوحدة الإدارية الخاصة. س. آ. س). ومنذئن أصبحت (عقيلة) رازحة تحت عبء كابوس ثقيل ومرعب لا يحتمل ولا يطاق؛ إنها محنة قاسية في أن تثور شكوك السلطات الإفرنسية حول الزيارات المتكررة التي يقوم بها الملازم (سي الأخضر) لزوجته (عقيلة). لقد أخذت دوريات رجال الاستخبارات ورجال. س. آ. س في التردد باستمرار ودونما انقطاع للبحث والتفتيش والتحقيق. وتعرض أهل القرية كلهم لهذا الضغط، ذلك أن جند العدو كانوا يعرفون تلك الروابط الوثيقة التي تشد هؤلاء الجبليين إلى الثوار المجاهدين. وكان لهذه الاجراءات ذريعتها لدى الإفرنسيين الذين كانوا يخافون من هجوم مباغت،