للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك كلمات قالها شاعر سوري في الشابة المجاهدة (جميلة بو حيرد) وهي جزء من قصيدة طويلة، أهاجت الحماسة، وأثارت العواطف والانفعالات! وأصبحت كلمات القصيدة أغنية تتردد على لسان كل عربي من الخليج إلى المحيط. ولم تكن هذه القصيدة على كل حال هي القصيدة الوحيدة التي قيلت أو أنشدت في قضية (جميلة بوحيرد) فقد انطلق لسان الشعراء من عقاله، وانطلقت الأقلام، لتثير من خلال قضية (جميلة بوحيرد) قضية الجزائر كلها، وبصورة خاصة منها وحشية القمع الاستعماري لثورة الأحرار في الجزائر. ولقد سبق عرض نماذج مما تعرضت له المرأة الجزائرية، حرائر النساء وأشرافهن، على أيدي متحللي (بيكال) ومنحطي (سانت جرمان) ومراهقي (الحي اللاتيني). ولقد أخذت قضية (جميلة بوحيرد) أبعادا عربية ودولية اهتز لها العالم وفي الحقيقة فقد كان من المحال إثارة قضية كل حرة من حرائر العرب المسلمين ممن يقعن تحت قبضة جلادي الشعوب - الاستعماريين - ومن هنا فقد كان لا بد من التركيز على مواضيع معينة، ومواقف محددة. فكانت قضية (جميلة بو حيرد) تمثل الموضوع المختار والموقف المثير لطرح قضية الاستعمار، في جملة ما تم طرحه ضمن إطار مقنن ومحكم، حقق كل ما أرادته جبهة التحرير الوطني الجزائري من أهداف.

...

بدأت قصة (جميلة بوحيرد) عندما انفجرت قنبلة موقوتة في ملهى جزائري بتاريخ ٢٦ كانون الثاني - يناير - ١٩٥٧. وما أن

تلاشى الدخان حتى ظهر أن هناك أكثر من عشرين أوروبيا قد أصيبوا بجراح مختلفة انتهت ببعضهم إلى الموت. وانفجرت قنابل أخرى

<<  <  ج: ص:  >  >>