للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميلة) وفي هذا المجال، عبر الراديكاليون الوطنيون عن رأيهم، بما يلي:

(يجب علينا ألا نخلق شهداء بأي حال من الأحوال، ومن الجنون المطبق أن نتكرم على الثوار بجان دارك جديدة. وقد حكم بالموت على فتاتين أخريين لأنهما ألقتا بمتفجرات وصدر العفو عنهما أيضا، على أنه لم يسمع سوى القليل عن هاتين الأخيرتين).

كان زعماء الثورة قد أعلنوا، ومنذ البداية، أن الإرهاب هو وسيلة مقاومة مشروعة، لمقاومة (الإرهاب الاستعماري). وحدث خلال تلك الفترة أن تمكنت السلطات الاستعمارية من القاء القبض على (ياسف سعدي) في الجزائر. وعلى إثر ذلك أصدرت قيادة الجبهة الوطنية الجزائرية، وقيادة جيش التحرير الوطني نشرة تحمل صورة أربعة ضباط فرنسيين وقعوا أسرى في قبضة قوات المجاهدين، وأنذرت فرنسا - عن طريق الصليب الأحمر الدولي - أنه بالإمكان مبادلة الضباط الأربعة (بجميلة بوحيرد) المحكوم عليها بالإعدام. أما إذا نفذ حكم الإعدام، فستنفذ شريعة القرآن الكريم (العين بالعين والسن بالسن والجراحات قصاص).

أصبحت قضية (جميلة بو حيرد) عبئا يرهق كاهل الحكومة الإفرنسية، وبقيت (جميلة) تنتظر في سجنها تنفيذ حكم الإعدام طوال ثمانية أشهر. وكان من المقرر تنفيذ حكم الإعدام يوم ٧ - آذار - مارس - ١٩٥٨ (المصادف ليوم الجمعة). غير أن هذا الحكم لم ينفذ وفي يوم ١١ نيسان - إبريل - ٩٥٨ ١ صدر مرسوم بتخفيف حكم الإعدام إلى (السجن المؤبد). وظن الإفرنسيون أن هذا الحكم سيسعد الفتاة التي (عاشت لحرية وطنها وتحرره) وعندما زارها - في سجنها - مراسل الصحيفة الإفرنسية (فرانس

<<  <  ج: ص:  >  >>