للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انعكس ذلك على عواصم العالم، وعلى عاصمة فرنسا بصورة خاصة - فصدرت في (باريس) وعن منشورات (نصف الليل) التي يصدرها جماعة المقاومة الشيوعية في فرنسا كتابا عنوانه (دفاعا عن جميلة بو حيرد) من تأليف وكيل الدفاع (الأستاذ جاك فيرجس) والكاتب (جورج آرنو) (١) الذي ألف حوار فيلم (ثمن القلق) المشهور. وقد تضمن كتاب (دفاعا عن جميلة بو حيرد) شرحا لأساليب التعذيب التي تعرضت لها (جميلة) بأسلوب مثير، وذلك بالاستناد إلى تقرير الطبيبة (جانين بلخوجه). وثارت ثاثرة الرأي العام العالمي. فأصبحت فتاة الجزائر المعذبة، حديثا على كل فم. وطالب زعماء العالم فرنسا بالعفو عن (جميلة) وكان في جملتهم (جمال عبد الناصر) و (الرئيس الهندي نهرو) و (الزعيم السوفييتي فوروشيلوف). كان الرأي العام الإفرنسي، قد أخذ في الانقسام تجاه قضية الجزائر، فالقادة - الجنرالات - قد أظهروا عجزهم عن معالجة القوة المتعاظمة للثورة. وتأكد أن قضية الثورة ليست قضية مجموعة من العصاة (الفلاقة) كما كانت تصورها أجهزة الإعلام الاستعمارية. كما تعاظمت الخسائر التي كان يدفعها الشباب الإفرنسي من دماء أبنائه، الأمر الذي زاد من نقمة الرأي العام الافرنسي. هذا علاوة على ما تسببته (الحرب الجزائرية) من أعباء اقتصادية على فرنسا زادت من انقسام الرأي العام فيه. وجاءت قضية (جميلة بوحيرد) لتفجر ذلك الانقسام وتبرزه بشكل واضح. ولكن الانقسام في الرأي العام يلتقي عند نقطة (المطالبة بالعفو عن


(١) تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب قد ترجم إلى العربية - وصدر عن (دار العلم للملايين) في حينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>