للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحكمة من أقواله، ولكن المحكمة رفضت الطلب. وكان لهذا الرفض الجاف الثاني مفعول مهيج على سياسة فرنسا في الجزائر أكبر من مفعول قنابل الثوار مجتمعة.

سجلت المرأة الجزائرية بالدم والنار مشاركتها الفعالة في الكفاح من أجل تحرير الجزائر. وقد برزت هذه المشاركة في الحكم الذي أصدرته المحكمة العسكرية الاستعمارية (في الجزائر) يوم ١٦ تموز - جويلية - عام ١٩٥٧. حيث حكم على الفتاتين بالإعدام. ولكن بينما أرفق اسم (جميلة بو عزة) بالجنون. فقد ارتفع اسم (جميلة بوحيرد) الى مرتبة البطولة العليا بين ليلة وضحاها.

اقتيدت (جميلة بو حيرد) بعد صدور الحكم عليها إلى السجن، وهنا انطلق صوت (جميلة) وهي تنشد (جزائرنا). معلنة بذلك تفضيلها للموت حتى تحيا الجزائر. وتردد صوت (جميلة) بقوة اهتزت لها شوارع الجزائر القريبة من قاعة المحكمة. فقد انطلقت أصوات آلاف الجزائريات والجزائريين الذين كانوا يتابعون المحاكمة وينتظرون نتيجة (مهزلة المحاكمة). واختلطت كلمات النشيد بزغاريد النساء (اليويو). وأصبحت الجزائر مسرحا لتظاهرة عينفة ما لبثت أن شملت الصفحة الجغرافية للقطر الجزائري المجاهد. وتطورت فورا لتصبح تظاهرة عربية ثم عالمية. فقد أقيمت في كل عاصمة عربية تظاهرات صاخبة هزت كل قطر عربي، وانبرت الصحافة العربية لتبني قضية (جميلة) في إطار قضية (الجزائر) , ونظمت الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية وكلها تتحدث عن قضية (الحرب الجزائرية) من خلال قضية المجاهدة (جميلة بو حيرد).

<<  <  ج: ص:  >  >>