حدث في يوم الأحد ما لم يكن في الحسبان، بسبب رسوخ خرافة (الجزائر المستكينة). حدث اليوم: تحركت القصبة. هبطت إلى باب العويد. وعلى مسافة سبعة أو ثمانية كيلومترات كان مسلمو غربي الجزائر يحذون حذوهم: سكان بلكور، وحارة الساقية الذين كانوا يسدون الطريق دائما على القوات الخاصة والمظليين، حاملين ذات الشعارات، والأعلام، وصور فرحات عباس.
(منذ ستة أعوام ونحن ننتظر هذا اليوم) هذا ما كان يقوله فتى عربي، لم يلبث وابل من الرصاص أن أرداه قتيلا) (١).
وكتب جندي عن الإرهاب، ومعاناته:
اليوم هو (١١ آذار - مارس - ١٩٥٦) ولدي بعض التفاصيل عن العملية الشهيرة التي وقعت ذات ليلة، فقد حاول جندي استجواب النساء، متهددا إياهن بذبح طفل صغير عمره خمسة أعوام. وعندما كانت عملية التعذيب تجري مع قائد من قادة الثوار، كان باب الغرفة مفتوحا لتشاهد النساء من خلاله كل ما يجري. إن هذه الطريقة من التعذيب تتلخص في ربط الإنسان، ووضع عصا تحت ركبتيه، ثم رفعه وتركه ملقى على ظهره. وهناك أحواض الماء يغمس فيها رأس المشبوه حتى يختنق، وهناك الطريقة العادية، وهي الجوع والعطش.
دخلت في أحد الأيام إلى المطبخ، أبحث عن أكل أقدمه لسجين، بقي مهملا في خيمة منزلة عن غيرها. فناولني الطباخ بعضا من الخبز. وعندما طلبت منه قطعة لحم، وقال: إن في هذا
(١) فرانس - أو بسرفاتور ١٥ كانون الأول - ديسمبر - ١٩٦٠.