للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثأر لهم. غير أن عملية الانتقام لم تقتصر على الرجال، فقد تمت إبادة جميع السكان، بمن فيهم من النساء والأطفال الذين قتلوا عن آخرهم (١).

هذا، وقد استمرت عمليات تدمير العشائر بصورة متواصلة، ورجع قادة طائرات الاستطلاع، وأفادوا بأنهم لاحظوا من طائراتهم عدة قرى مدمرة تدميرا تاما، وهناك وحدات من الجيش قد تعودت على تدمير الديار المجاورة عقب كل كمين يقع لها. وأصبحت هذه العادة معمولا بها في سائر أنحاء القطر الجزائري (٢). وهذا ما أكده (الملازم س) الذي قال: (كلما وقع كمين ومات فيه رجل من رجالي، أعمد إلى أول قرية أجدها في طريقي، ثم أجمع كل رجالها، وأعدم نصفهم بدعوى أنهم لم يخبروا الجند الفرنسي بوجود كمين في ذلك المكان) (٣).

ذكر جندي ما يلي: قام أحد الفدائيين بقتل (الكوميسار المركزي سنمارسلي) في الساعة التاسعة والنصف من يوم ٢٩ آذار - مارس - ١٩٥٦، وعلى الأثر، حمل ابن القتيل السلاح، وأخذ يتصيد كل عربي يصادفه، فقتل اثنين على الفور، وأصاب ستة آخرين بجراح خطيرة، لم يلبث أن مات اثنين منهم. وفي المساء، وقعت عملية تفتيش ضخمة، حشد فيها خمسة عشر ألفا من سكان المدينة، وسيقوا إلى (الكدية) حيث توجد (الكوميسارية المركزية). وقد اغتنم بعض الرجال معاوني الشرطة - البوليس -


(١) المصدر السابق. ص ٣٢.
(٢) المصدر السابق. ص ٦٥.
(٣) المصدر السابق. ص ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>