للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير من الأحوال، مات عدد منهم مختنقين، بسبب اشتداد الحر، وكثرة عدد المعتقلين المحشورين في القبو، على نحو ما حدث في أوائل آب - أغسطس - ١٩٥٦. وقد شهد أحد ضباط الصف كيف يعامل الجزائريون عند حشرهم في هذه الأقبية. حيث ينهال الجنود عليهم ضربا ولكما. ولما كانت هذه الأقبية عبارة عن حفر كبيرة فتحتها إلى أعلى، فإن المعتقلين كانوا يتعلقون بأصابعهم على حافة تلك الفتحة، عندما يتدلون إلى قاع الحفرة. وكان الجنود يرفهون عن أنفسهم بالضرب على أصابع الأسرى بأحذيتهم الغليظة. وكان استجواب الأسرى المعتقلين يتم بصورة إفرادية أثناء النهار، وينتهي الاستجواب عادة بإرسال المعتقل إلى غرفة التعذيب الكهربائي، ويطلق على هذا اللون من التعذيب الكهربائي لفظ (الهاتف - التلفون). وقد لوحظ أن هذا النوع من التعذيب الكهربائي لتعذيب المعتقلين غير كاف لبلوغ الهدف، فتم استبداله في يوم ١٨ آب - أغسطس - ١٩٥٦ بمولد كهربائي قوي، يقوم باستخدامه عامل اللاسلكي في السرية الثانية من الكتيبة السادسة مشاة. وذكر أن أحد الأسرى - المعتقلين - قد صعقه التيار الكهربائي أثناء التعذيب، وفاضت روحه.

ولقد تم توسيع سجون الثكنات توسيعا كبيرا. إلا أن هذه السجون لم تكن تتسع لأكثر من (١٤٠) أو (١٥٠) معتقلا - سجينا. وكان الفرنسيون يحشدون في الزنزانة التي تتسع لأربعة أشخاص (١٥) معتقلا لمدة أسابيع عديدة، وأحيانا كان يتم حشد (٢٥) معتقلا، فكان لا بد من نوم المعتقلين وهم جلوس - القرفصاء - وكان في الزنزانة مسطبتان - دكتان - يحتلهما أكثر المعتقلين بؤسا وأكثرهم إعياء. ولم يكن غذاء الأسرى المحتجزين إلا فضلات

<<  <  ج: ص:  >  >>