للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنود التي تقدم لهم في علب المربى الفارغة. وكان الجو داخل الزنزانة، مشمع برائحة الأجسام وبالرطوبة والحرارة المرتفعة، مما كان يضر بالرئتين - خصوصا في شهور حزيران وتموز وآب (يونيو ويوليو وأغسطس) وإذا اضطر أحد الأسرى أن يتبول ليلا، فهو يتبول في أحد الأركان، ويسيل البول إلى الخارج من تحت الباب) (١).

واعترف مجند بما يلي: (نفذت عمليات كبرى في جبل (س) يوم ٥ حزيران - يونيو - ١٩٥٦. وقد بلغ عدد الضحايا من العرب (١٥) رجلا، على الرغم من أننا لم نعثر على واحد من الفلاقة (الثوار) ولم تطلق علينا طلقة واحدة. وكان رجالنا يطلقون النار من بنادقهم الرشاشة ومدافعهم بصورة منتظمة على القرية التي كنا سنجتازها بعد قليل. ففر جميع الأهالي ولجأوا إلى المغاور والأخاديد المجاورة، وعثر بعض الجنود على فريق من الأهلين الملتجئين إلى إحدى المغاور، وخرج أحد هؤلاء من المغارة رافعا يديه إلى أعلى، وعندئذ دخل جندي إلى المغارة وأطلق نيران بندقيته الرشاشة على جميع الموجودين وعددهم سبعة أشخاص فصرعهم. وبعد ذلك جرت أجسادهم إلى قاع الوادي. ولما مضى الجندي القاتل في سبيله، عثر على بعد خمسين مترا على أحد الفارين جريحا، فأجهز عليه برصاص بندقيته) (٢).

وذكر مجند ما يلي: (كان جرحى الثوار المصابون في الساق كثيرا ما يعجزون عن الهرب فيقعون في قبضة القوات الفرنسية.


(١) المجندون يشهدون. ص ٦٩٠.
(٢) المصدر السابق. ص - ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>