للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة عشر سنتيمترا) (١).

ومما قاله أحد المجندين: (قابلت عددا من الكهنة العسكريين القائمين بالخدمة الدينية في الجيش، وقد لاحظت أن لديهم معلومات واسعة عن هذا الموضوع، وأنهم يعتقدون أن من واجبهم التحدث عن الفظائع التي تصل إلى علمهم، مثل تقطيع الأسنان بالسكين أثناء الاستجواب (التحقيق) وترك المعتقلين ثمانية أيام في إحدى الأمكنة الضيقة حيث يكادون يختنقون من ضيق التنفس، ثم صب الماء عليهم لحملهم على الكلام أثناء استجوابات أخرى. وقد دلت جميع أقوال الشهود التي جمعتها كل يوم في الجزائر على أن (السيد فارس) أصاب كبد الحقيقة عندما وصف هذه الأعمال بأنها:

(قتل يحميه القانون) وأن هذه الممارسات التي لا يزال بعض الناس يشكون في إمكان حدوثها - لا تليق إلا بالنازية البائدة -) (٢).

وهذا ما أكده ضابط فرنسي - من الفرقة العاشرة، في رسالة له بتاريخ ٦ حزيران - يونيو - ١٩٥٦. حيث ذكر ما يلي: (لم يصبني الملل من الحياة بمثل ما أصابني في هذه الأيام وأنا في الجزائر. فإن الألمان النازيين في وحشيتهم القاسية، ليسوا إلا أطفالا أمامنا. ولقد رأيت بعيني إجراءات المكتب الثاني - الاستخبارات العسكرية - لجنود المظلات الذين كانوا يعذبون المواطنين طول اليوم بأبشع الوسائل لإرغامهم على الكلام، وذلك بوضع ماسورة


(١) مجلة (أسبري) الفرنسية - عدد نيسان - أبريل - ١٩٥٧.
(٢) المجندون يشهدون. ص ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>