للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق. وفي هذا الأثناء، مر بالطريق العام خمسة أو ستة من العمال الفلاحين العرب قاصدين سبيلهم، وكانوا يركبون عربة تحمل الحجارة، فما كان من جندنا إلا أن ألقوا القبض عليهم جميعا، وأوقفوهم مع المعتقلين الآخرين، بين سنابل القمح، وذلك رغم توسلات زوجة المقاول صاحب العربة - وهي فرنسية -وتأكيدها بأن هؤلاء أبرياء وأنهم يعملون مع زوجها المقاول. وبقيت أنظر ساعة كاملة مدى ما قاساه هؤلاء الناس من ضرب مبرح بالأرجل وأعقاب البنادق (الأخمص) على البطون والضلوع والوجوه، وسقط رجل منهم وقد أغمي عليه من شدة العذاب، فصبوا عليه وعاء ماء، وانهالوا عليه بضرب السياط - الكرباج - حتى ينهض من جديد ليتلقى المزيد من الضرب. لكن البعض منهم سقط ولم تنفع معه أية وسيلة لإنهاطه. وهكذا مات ثلاثة فورا أما الباقون فقد تبين أنهم أعدموا تلك العشية بمن كان معهم من نساء وأطفال. وكانت البيانات التي أمكن الحصول عليها بعد ذلك تؤيد صحة هذه الواقعة) (١).


(١) المجندون يشهدون. ص ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>