للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياء، حديثهم عن شيء طبيعي، أو عن فيلم سينمائي، أو عن مباراة في كرة القدم .. وهذه الفظائع التي عممت في الجيش، على وجه يملأ الصحف كل يوم، هي مقبولة ومعتبرة أمرا عاديا. الجميع يتكلمون عنها علانية، المدنيون في المقاهي والملاهي، والعسكريون في كتائبهم ومظابخهم، والجميع يستخفون .. هناك البحر الأبيض المتوسط بين الجزائر وفرنسا. وعلى كل حال فنحن أمة تعلم المدنية) (١).

...

وكتب مجند في موضوع (مدرسة التعذيب) التي كان هدفها إبادة أكبر عدد من شعب الجزائر , (نصب الثائرون كمينا في الساعة السادسة من صباح يوم ٢ حزيران - يونيو - ١٩٥٦، وأسفر الكمين عن مقتل (١٤) من رجالنا. وتمكن الثائرون من الانسحاب بسلام. ولما لم تتمكن القوات الفرنسية من مجابهة الثائرين -كعادتها - فقد صبت جام غضها وانتقامها على المدنيين العزل.

وهكذا، ففي الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي، انطلقت مجموعات من الجنود - رفاق القتلى على ما يزعمون للانتقام لرفاقهم - وأخذوا يجوبون القرى الواقعة على مسافات قريبة من منطقة الكمين، وجمعوا ما أمكن لهم جمعه من الرجال، فاستحوذوا على (٣٥) رجلا. ثم أوقفوا هؤلاء الرجال (المشتبه بأمرهم) ستة وراء ستة، في مزرعة قمح - بين السنابل - وبقوا ينتظرون على قارعة


(١) يمكن هنا الإشارة إلى منكرات المظليين الذين يمعنون في التعذيب والذبح، بصورة خاصة، بعد سنة ١٩٥٨ والتي تضمنها كتاب (بنواري) بعنوان (الذابحون) الصادر في باريس سنة ١٩٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>