للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دقيقة. فهم على الأقل خمسة أو ستة كل أسبوع - في كل معسكر - أما الثوار (الفلاقة) الذين كانوا يقعون في الأسر وهم يرتدون اللباس العسكري (من مجاهدي جيش التحرير الوطني) فإن مصيرهم لم يكن أفضل من مصير الرهائن المعتقلين. وأذكر أنه قد وقع أسر سبعة من هؤلاء الرجال يوم ٣١ تشرين الأول - اكتوبر - ١٩٥٦. فطافوا بهم المدينة تحت حراسة مشددة، ثم سلموهم بعد ذلك للفرقة التي أسرتهم. وقادتهم هذه الفرقة الى (سخرة الحطب) الشهيرة (١).

وجاء في مصدر فرنسي: (ذهبت الجماعة الثالثة ومعها عشرين من المشتبه بهم، كلفوا (بجلب الحطب) وعندما وصلوا الى مضيق - بيكارت - المكان الذي وقع فيه كمين للثوار ضد الفرقة (٢/ ١١٧) والتي تركت (١٣) قتيلا في ميدان المعركة، أجهزوا عليهم رميا بالرصاص، في رؤوسهم، وتركوهم من غير أن يواروهم التراب، وأخبروا الدرك - الجندرمة - بأنهم قتلوا (٢٠) أسيرا حاولوا الفرار وختمت هذه المأساة بالجملة التي نطق بها الرائد - الكومندان -: لقد أخذت بالثأر لرفاقكم؛ فهؤلاء هم العرب الذين قتلوهم، ولنفرض جدلا بأنهم لم يكونوا هم، فقد دفعوا الثمن بدلا عنهم) (٢).

وفيما ذكره أحد المجندين ما يلي: (ذكر لي بعض الجنود من فرقة المظليين الثانية، ومن الذين مضى عليهم وقت طويل في خدمة الجيش الاستعماري - الطريقة التي يتبعونها مع الموقوفين عند تكليفهم (بسخرة الحطب) حيث يكلفونهم أولا بحفر خندق في


(١) المجندون يشهدون. ص ٧٩.
(٢) مذكرات الجندي (جان ميلير) ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>