وحيثما استطاع المعتقلون أن يتحدثوا إلى أعضاء البعثة على انفراد، كانوا يشكون أنهم عذبوا، وعوملوا بالكهرباء أو بالماء.
وفي مركز الانتقاء والترحيل في (تلاغ) على مقربة من (سيدي بو العباس) تظلم المعتقلون المكدسون في غرفة واحدة، من أنهم كبلوا طوال الليل بالسلاسل أو القيود في أرجلهم، وأنهم عوملوا بالعنف الشديد أثناء استجوابهم من قبل المكتب الثاني -الاستخبارات العسكرية - في المعسكر، مثل (التعليق بالأيدي المشدودة الى الظهر، والكهرباء، والماء، الخ ...). وكانت آثار الحبال التي شدوا بها بادية على أيدي عدد منهم. وشكا المعتقلون أن أرجلهم قيدت كل الليل بقيد من الخشب القاسي، وقد رأينا هذا القيد بأم العين لأنه لا يفارق غرفة المعتقلين.
وفي معسكر (بوسوية): شكت البعثة أن موظفا في الاستعلامات العامة ملحقا بهذا المعسكر، كان يتبعها طوال المدة التي استغرقتها زيارتها. ومن الواضح أن مهمة هذا الموظف هي كشف أولئك الذين كنا نتحدث إليهم من المعتقلين) (١).
يمكن أن يضاف الى معسكرات الانتقاء والترحيل أعمال الإبادة التي كانت معروفة باسم (سخرة الحطب) حيث كانت تأتي سيارة جيب عسكرية الى مكان تجمع الرهائن والمعتقلين، وينادي الحراس على أسماء الذين وقع الاختيار عليهم لكي يكونوا (ضحايا اليوم) - فيساقون الى سيارة الجيب، ويركبونها، ثم يسار بهم الى
جبل مشرف على البحر، وهناك يتم إعدامهم. ومن العسير معرفة عدد الذين كانوا يقتلون أسبوعيا ضحايا (سخرة الحطب) بصورة