أبنائهم هذه الحقيقة، وهي أن تفتحنا للعالم المعاصر لنا لن يكون ذا جدوى، ولن يكون مأمون العقبى إلا على شرط أن نبقى أوفياء للصميم، والخلاصة من ذاتيتنا.
وإذا ما سلمنا بهذا أصبح من الضروري القيام بتنازلات من الطرفين، بغية التقريب من مسافة الخلف بينهما. ولقد أحسنت صنعا من جانبك إذ قبلتها، ولن تندمي على موقفك هذا، فلسوف تعلمين يوما أن لا شيء يضارع حب الوالدين في نفاسته وعلو قدره. فهو الحب الوحيد البالغ صلابة الصخر.
وهذا هو نفس ما خاطبت به عشية اليوم صديقاتك الأربع، حيث أسعفني الحظ بالتعرف عليهن، وأتيح لي من خلال التحادث معهن أن أقدر من جهة مبلغ الشوط الذي قطعته امرأتنا، وأن أدرك من جهة أخرى وإلى أقصى حد أن لقب (الجيل الانتقالي) إنما هو مجاز خلاب لتغطية مفهوم (الجيل المضحى به) وقد تعرضت في رسالتك، بلهجة التأثر لمباهج حياة الأكواخ، وما حفها من الدعة والاطمئنان. وكم بودي أن لا يخمد على الدهر في قلب كل مناضل ومناضلة، ذلك التوق إلى الكوخ. وذلك التشوق الحالم إلى السعادة. مهما كان من عدم تحققها في واقع الأمر. ولا غرو، فالثورات ليست بمنجاة عن تجريد البشر من إنسانيتهم، فلربما خلقت أمساخا مشوهة، ونماذج آلية صرفة، فتعين إذن مواصلة الكفاح تفاديا للتحجر الذاتي.
...
إلى هنا وتنتهي رسالة الأستاذ (أحمد طالب الإبراهيمي). وهي في الواقع رسالة لا تطرح مشكلة (المرأة) في فجر استقلال، وإنما تطرح مشكلة اجتماعية - سياسية تأخذ أبعادها في