من الذي يريد طردنا من بلاد ربطتنا بها (١٢٥) سنة من الحضارة المشتركة؟
إلى جانب رؤساء العصابات الدائمين، والسفاكين القساة، ونذر الإرهاب الشرير، توجد بعض النفوس العجلى التي أعمتها الدعاية المضللة، يدعون أنفسهم وطنيين، ولكنهم يجعلونها آلات بيد الاستعمار الثيوقراطي، والتعصب العنصري، استعمار العروبة الذي يهدد إخواننا التونسيين والمراكشيين، كما يهدد إخواننا الجزائريين، والواقع أن التحدي موجة للحرية!.
ومن الطبيعي أن يستطيع هذا الاستعمار، وهو يحمل راية حق تقرير المصير التي تخفي وراءها الاستهانة المطلقة بحقوق الإنسان، تضليل بعض السذج من الغربيين، وأن يحملهم بمدعياته الفارغة على المبالغة في تقدير قواه، إلا أن عدونا الحقيقي يكمن بين ظهرانينا، إنه ترددنا وتلكؤنا، وهو نتيجة للجهل بالنسبة للأكثرية، وخمول الهمة بالنسبة للبعض، وقلق الضمير بالنسبة للآخرين.
لنتخذ فورا القرار الحاسم، فلقد بلغ السيل الزبى!.
يجب أولا أن نكون صريحين: لقد أعلنا في الجزائر نفس المبادىء التي أعلناها للجمهورية الفرنسية، ولكن ماذا بذلنا من أجل تطبيقها ضد المخالفات التي لا تحتمل من قبل المدن والأوروبيين معا، من قبل الإدارة والأفراد جميعا؟ لقد حملنا السلام معنا في كل مكان، وخلقنا حضارة حديثة راقية من لا شيء، فماذا كان نصيب الفئة المختارة من أبناء البلاد منها؟ لقد تضاعف عدد الجماهير العربية بفضلنا، فهل ضاعفنا بنفس النسبة وسائلها المعاشية؟ لقد كثر الكلام عن الكولونيالية الفرنسية في الجزائر، ولكن خطأنا