الحقيقي هو بطء التطور، قلة عدد الأوروبيين، قلة الكوادر اللازمة. على أننا إذا كنا قد أخطأنا بسبب الإهمال، فلا يمكن أن تنسب إلينا جريرة تعمد مخالفة المبادىء؛ إننا لم نحاول قط القضاء على السكان الأصليين، أو انتهاك حرياتهم، أو التمييز العنصري المنظم ضدهم، أو تحويلهم عن دينهم، كما يحاول الآن متطرفو دعاة الإسلام الجدد تأكيده! ولكن إذا كنا قد تقاعسنا عن جزء من مسؤوليتنا، فهل يجب علينا الآن أن نتركها جمعاء؟ ... وإذا كان باستطاعة القلة من أصحاب الامتيازات أن تجد لها ملجأ أنى شاءت على الدوام، فهل يجب أن نترك طعمة لأفظع أنواع الاستبداد، هؤلاء المليون فرنسيا الذين مدوا جذورهم هناك إلى الأعماق، وهذه الملايين العديدة من الفرنسيين المسلمين الذين أراقوا دماءهم
جنبا إلى جنب مع أبنائنا في كل ميادين القتال؟ ومن يستطيع أن يشق لهم طريقا إنسانيا نحو المستقبل غير وطننا، وطن حقوق الإنسان؟
إننا نؤمن إيمانا مطلقا بأن من العدالة التامة استعمال القوة من قبل الفرنسيين لحماية هؤلاء وأولئك من الإرهاب. إن استعمال القوة المذكورة يجب أن ينتهي بالانتصار الحقيقي؛ إدخال السلام إلى القلوب. إن هذا السلام لن يكون سلام الماضي، بل من المؤكد أن المشاركة الحقيقية، ستتحقق عن طريق العمل الجريء في إصلاحات واسعة اقتصادية واجتماعية وسياسية. إن هذا العمل جدير بفرنسا حقا، والتضحيات التي يتطلبها مهما كانت كبيرة ستكون محدودة، إن بذلت قبل الأوان. إن المسألة أوسع من مسألة الحرب أو القتال، وأرحب من ضيق قوانين المال وماذا يمكن أن يشرف الشباب الفرنسي، زراعا كانوا أم مهندسين، أطباء أو إداريين، أكثر من إنشاء هذه المشاركة الرائعة مع رفاقهم المسلمين في خضم العمل