للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء الكاتب (كريستيان كردينال) (١) فعالج الموضوع ذاته، فتعرض للحلول المقترحة الثلاثة (الاندماج) و (الفيدرالية) و (التقسيم) وانتهى إلى القول بأنه: (لا تقسيم للجزائر! وأن الجزائر لنا - للفرنسيين!) وتضمن بحثه ما يلي:

(هب أن مشروع التقسيم المقترح طبق على أساس خطوط الطول، أو خطوط العرض، الجغرافية، فلمن ستكون حصة الأسد؟ لا شك أنها ستكون من نصيب السكان العرب بحكم أغلبيتهم العددية! ولكن كيف سنقسم الثروات الطبيعية بين المنطقتين المقترحتين؟ ولنكن منطقيين أكثر ونتساءل: من الذي شيد هذه الموانىء الضخمة؟ نحن الفرنسيين! ومن الذي استصلح هذه الأراضي الخصبة؟ نحن الفرنسيين! ومن الذي اكتشف هذه المناجم الغنية؟ نحن الفرنسيين! وهذه المدارس والأحواض والمعامل من الذي فتحها وبناها وأقامها؟ وتلك الطرق والخطوط الحديدية من الذي اختطها؟ نحن الفرنسيين أيضا! فهل كتب علينا أن نخضع لغيرنا لمجرد كوننا أقلية عددية؟ صحيح أننا ما زلنا أقلية، ولكنا أقلية فعالة، نشيطة على كل حال ... !

يقولون لنا: (بأن الناس يولدون ... أحرارا) ولكن هل نسي هؤلاء، (بأن لكل حسب استحقاقه) أفلسنا نحن الأكثر استحقاقا؟ كلا! إن حل التقسيم حتى في حالة إمكانية تنفيذه، ليس هو الحل العادل المرغوب فيه. إذن ما هو طريق الخلاص؟

لقد أعلن (برتولد بريخت) ما يلي: (يعود الشيء لمن يجعله الأحسن) وهذه هي نقطة الانطلاق في حلول القضية الجزائرية!


(١) صحيفة (لوموند) ١٦/ ٥/ ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>