للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن السخف التساؤل عن الذي جعل الجزائر الأحسن، نحن أم العصاة؟ إن الحق في هذا المجال حقنا، فإذا ما نازعنا عليه أحد، كان من حقنا مواجهته بالحرب وسحقه في النهاية! فإذا ما جر أذيال الهزيمة سهل علينا فرض شروطنا عليه، وطالعناه بكرمنا وسخائنا، وكسبنا ثقته وعطفه.

إننا نحن فرنسيي الجزائر، لا نريد إلا أن نحيا ونموت في أرضنا ووطننا، في ظل علمنا المثلث الألوان، أفلا يستحق ذلك خوض الحرب؟).

...

ويمكن بعد ذلك التوقف عند بعض ما تضمنه خطاب وزير الدفاع في تلك الفترة (بورجيه مونوري) في مؤتمر رابطة المحاربين القدماء في باريس (١) وفيه:

(إن الشباب الفرنسي الذي يغادر الآن فرنسا إلى الجزائر، بإرادة حديدية، وتصميم قاطع، رغم الاضطرابات الخارجية المخجلة، ليسجل صفحة مشرقة في تاريخ شبابنا! إن هذا الشباب الراحل للجزائر، ليلزم كل وطننا بضرورة مقاومة العدوان، وإنه لن يتساهل في أن يرى جهوده تذهب أدراج الرياح.

ليعلم الجميع بأن الشعب الفرنسي قد صمم على مواجهة كل محاولة عدوانية قد تفكر بالقيام بها أية كتلة للتوسع العنصري والتعصبي للعالم العربي باتجاه أفريقيا الشمالية أو أفريقيا السوداء وكل حملة صليبية جديدة ليس لها أي غرض محدد إلا غرض القضاء على الحضارة والمدنية! وحاشا بلاد الحرية أن توافق على أن حكم


(١) صحيفة (لوموند) ٣/ ٦/ ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>