الظلام والبربرية البدائية، يحل محل حكم التقدم البشري والعدالة الاجتماعية!).
...
تلك هي بعض مضامين (الفكر الاستعماري) الذي حاول التصدي للثورة الجزائرية، ولا حاجة لشرح تلك المضامين، فهي واضحة كل الوضوح. غير أن ما يجب قوله هو أن هذه المقولات - ومضامينها - لا زالت تعيش في عقلية (القادة الاستعماريين) رغم غروب شمس الاستعمار. وقد يكون من الضروري تذكرها أبدا عند تفسير الأحداث المعاصرة، كما أنه من الضروري تذكرها حتى (لا ننصرف عن الاستعداد الدائم لمجابهة المخططات المتطورة التي قد لا تحمل الصياغات اللفظية ذاتها ولكنها تحمل ما هو أخطر من المضامين). وهنا، لا بد أيضا من القول أنه قد صدرت عن فرنسا ذاتها بعض المواقف المضادة لا سيما خلال السنوات الأخيرة من الصراع المسلح (١٩٦٠ - ١٩٦٢) غير أن هذه المواقف المضادة كانت إما (تجميلية إصلاحية) لكسب ما يمكن اكتسابه لمصلحة فرنسا على حساب الثورة وعلى حساب أرواح شهدائها، وإما تعبيرا عن (ضمير حر) في عالم (غير حر) ولهذا فقد بقيت كالعملة الزائفة التي تفتقر للرصيد في سوق التداول.