من خلال مقولات كبار رجال الاستعمار والمسؤولين خلال مراحل الصراع الحاسم.
لقد صرح رئيس الوزراء الفرنسي (غي موليه)(١) أمام الجمعية الوطنية الفرنسية بما يلى:
(تواجه فرنسا حاليا مجموعة من المشاكل، وقضية الجزائر هي أكثر تلك المشاكل استعجالا وإلحاحا، ولذلك، فيجب لهذه القضية أن تحتل المكان الأول من اهتمامات الحكومة، وإعطاءها الأفضلية الأولى على كافة المشاكل الأخرى التي يجب حلها، وستحتل من عنايتي الخاصة مكان الصدارة، وإن إرسال وزير مقيم للجزائر، يعتبر من ألمع الشخصيات المعروفة بالإخلاص وإنكار الذات - هو الجنرال كاترو - يساعده في مهمته وزيران آخران للدولة، إنما هو دليل على رغبة الحكومة في إيجاد حل عاجل للمشكلة يحترم بدقة من قبل الجميع.
لقد قمت في الأسابيع الماضية، ولا سيما في الأيام الأخيرة منها، بتحقيقات دقيقة في المشكلة، انتهيت منها إلى أن من أولى الضرورات إزالة كل خلاف عقيم يدور حول التعابير من قبيل عبارات (الاستيعاب) و (الإدماج) و (التعاون) و (التحالف) الخ ... والأمر المهم الواجب ملاحظته في هذا الصدد هو أنه مهما كان الموقف النظري للباحث، فإن الإجراءات العملية يجب أن لا تكون محل خلاف في المستقبل: وكلها تتركز في زيادة الاتجاه نحو الحرية والمساواة - تصفيق من الاشتراكيين -. وإن المهم الآن هو ليس تنازع النظريات بل بلورة الإرادة وتحديد الأهداف وتثبيت الدوافع