إن غرض فرنسا وإرادة الحكومة، هما قبل كل شيء تحقيق السلام في الجزائر، وتحرير جميع الفرقاء المعنيين هناك من الخوف، وهذا يتطلب إيقاف الارهاب من جهة، وإيقاف القمع الأعمى من جهة أخرى، وبعد ذلك يجب الانصراف إلى تطوير الأنظمة تطويرا ديمرقراطيا، وتحقيق التعايش السلمي بين المجموعتين الجزائرية والفرنسية اللتين ربطهما التاريخ إلى الأبد، فلن يسمح لهما بالانفصال، وضمان التقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، أو بعبارة أخرى: إن غرض فرنسا والحكومة الفرنسية هو تقوية عرى الاتحاد الذي لا ينفصم بين الجزائر والوطن الأم. وهل من اللازم أن نؤكد على فظاعة النتائج التي ستترتب على تجريد فرنسا من الجزائر، وفصل الجزائر عن فرنسا؟ لقد صاغ التارخ بينهما من العلاقات البشرية والمجادلات الاقتصادية ما لا سبيل إلى حله مما عاد ولا يزال يعود على البلدين معا بأجزل المنافع (؟). كذلك من الضروري الاعتراف للجزائر بشخصيتها الخاصة، واحترام هذه الشخصية، وتحقيق المساواة السياسية التامة بين جميع سكان الجزائر، ولكن لمن يجب أن نوجه أنظارنا الآن؟ ...
إن هناك مجموعتين رئيسيتين تكونان الجزائر الحديثة: الأولى هي الأقلية الأوروبية المهمة، وهذه بدورها تتألف من عناصر كثيرة؛ فإلى جانب قلة من أفرادها عرفت بالأنانية وقصر النظر تتحمل اليوم قسطا كبيرا من مسؤولية تردي الوضع في الجزائر، هناك أيضا جماعات كبيرة تعود لأصول متواضعة في المجتمعات الأوروبية، أغلبهم عمال أنقياء الضمير، مخلصون لوطنهم، وهم الممثلون