للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اغتنم (صالح رايس) فرصة وجوده بتلمسان، فجمع مجلس العلماء فيها بعدما بلغه من كثرة تذمر أهل المدينة وشكواهم من (الملك حسن) الذي اشتهر بالانحراف عن الدين - الخلاعة والمجون - وأفتى العلماء بخلع (الملك حسن) فتم ذلك - وضمت تلمسان نهائيا للإدارة المركزية في الجزائر سنة (١٥٥٤م) على نحوما سبق عرضه.

آ - تحرير بجاية (١٥٥٥م)

كان (صالح رايس) يتابع خلال ذلك كله جمع المعلومات عن موقف الحاميات الإسبانية، وعما يقوم به المواطنون الجزائريون من مقاطعة لها وتضييق عليها، حتى وصل بها الأمر إلى حالة كبيرة من الضعف وعندها قرر توجيه ضربته الحاسمة إلى (بجاية). فحشد جيشا من (٣٠) ألف مقاتل وتولى قيادته، وسار به من الجزائر إلى بجاية في شهر حزيران (يونيو ١٥٥٥م. وانضمت إليه أثناء التقدم

قوات المجاهدين من (زواوة) من (إمارة كوكو). ووصلت الجيوش الجزائرية، فضربت حصارا على المدينة، ووصل الأسطول الجزائري وهو يحمل المدفعية ووسائط القتال الثقيلة. ووجه المجاهدون نيران


= على (صالح رايس) قصته، فقال: أنه ذهب أول الأمر إلى شرلكان، يطلب منه أن يعينه على استرجاع عرشه. لكن شرلكان لم يستجب لدعوته، ولم تكن حالته تسمح له بالتورط - تلك الساعة على الأقل - في حرب مع المغاربة. وأن الأمر يهم البرتغاليين أكثر منه. يومئذ سار أبو حسون (الذي لم يكن يهمه شخص من يعينه على الرجوع إلى العرش وهويته، إنما يهمه الرجوع إلى عرش فاس على أي حال) إلى ملك البرتغال سنة ١٥٥٣م. وكان هذا الملك موقورا من الأشراف السعديين الذين أخذوا يسترجعون من البرتغاليين ما يحتلونه من أرض المغرب الأقصى ومن سواحله، فقرر إعانته، وأمده بالسفن والمال والرجال، وكانت تلك هي العمارة التي أسرها صالح رايس. وهنا أخطأ التوفيق في نظري صالح رايس الذي كان عليه أن يكتفي بأخذ العمارة، وأسر رجالها، وإبقاء أبي حسون عنده، وأن يتخذ بذلك يدا عند السعديين، ويستميلهم إليه، أو يضغط عليهم بواسطته).

<<  <  ج: ص:  >  >>