للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شهر أيلول (سبتمبر) ١٥٥٣م. وسيرها بحرا نحو مليلة، بينما خرج هو بنفسه على رأس جيش جزائري يضم (٨) آلاف مقاتل فمر

بتلسان، وعزز جنده بالحامية التي كانت فيها، ودخل حدود المغرب الأقصى، بينما كان (أبو حسون) يجمع حوله الأنصار من بني مرين وأعداء الأشراف المديين. ثم اجتمع الجيشان ودخل صالح رايس مدينة (فاس) في يوم ٨ كانون الثاني (يناير) ١٥٥٤م (الموافق ٣ صفر ٩٦١ هـ) ونصب بها السلطان أبا حسون، تحت حماية الدولة العثمانية، وذلك بعد مصادمات وعدة معارك دارت بين أنصار الدولتين (المرينية والسعدية) سالت فيها الدماء الغزيرة.

ومكث (صالح رايس) بمدينة (فاس) لمدة أربعة أشهر، ضمن خلالها استقرار الأمر لأبي حسون، وإخلاص الدولة المرينية الجديدة للخلافة العثمانية. وخلال ذلك، لم يتوقف (صالح رايس) عن متابعة الجهاد ضد الإسبانيين، فأرسل قوة من جيشه إلى (بلاد الريف) فاسترجع من الإسبانيين (معقل باديس الكبير) - أو صخرة فاليس - ثم رجع إلى الجزائر تاركا لأبي حسون حامية تركية، لدعمه من جهة، وضمان وفائه بالتزاماته من جهة ثانية. لكن الأمر لم يستقر طويلا لأبي حسون. فما كاد صالح رايس يرجع إلى الجزائر، حتى جمع الشريف السعدي جيشا كثيفا، وهاجم فاس، والتحم في معركة قاسية مع أبي حسون الذي قتل أثناءها، ودخل الشريف فاس من جديد، لكنه وجد أن معظم سكانها يميلون إلى (بني مرين) فكان من الصعب عليه الاعتماد عليها وجعلها عاصمة لملكه، فقرر الانتقال إلى (مراكش) وجعلها عاصمة لمملكته الجديدة (١).


(١) ورد في كتاب (حرب الثلاثمائة سنة) أحمد توفيق المدني ص ٣٤١. ما حدث في لقاء (صالح رايس) مع (أبي حسون) وتقد سلوك صالح رايس. بما يلي: (قص أبي حسون =

<<  <  ج: ص:  >  >>