للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حليفا لها. وأن يقدم هذا الدعم عندما يرى ذلك ضروريا، بدون أي خضوع من قبله للإدارة المركزية. فكان لا بد من الصدام الذي أدى إلى صراعات مسلحة دموية، قتل أثناءها (الفاضل) أخو عبد العزيز ودارت الدائرة على جيش الجزائر في (بوغني) وذلك في شهر كانون الأول - ديسمبر - ١٥٥٢م (٩٥٩ هـ) وتلقى جيش الجزائر هزيمة أخرى بعد ذلك، على الرغم من انضمام بلاد كوكو إلى الجزائريين (باعتبار كوكو من الأعداء التقليديين لقبائل قلعة بني عباس).

واضطر (صالح رايس) إلى التخلي عن الصراع مع (عبد العزيز) لفرصة أخرى. وعاد من جديد إلى غزو الإسبان في البحر تمهيدا للأمر العظيم الذي كان هدفه الأسمى وهو غزو الإسبان في البر. فألقى بأسطوله الضخم على جزائر الباليئار، وعلم (صالح رايس) بخروج سفن برتغالية تحمل رجالا وعتادا، وأنها تجتاز مضيق جبل طارق، فأسرع للتصدي لها، وداهمها واستولى عليها. وعند ذلك تبين أن الأسطول الذي يشمل ستا من سفن النقل، كان يحمل سلطان فاس السابق (أبا الحسن علي بن محمد الوطاسي - المعروف بأبي حسون) والذي كان قد نجا من قبضة الشريف السعدي عندما بطش بالوطاسيين في فاس، وكان هذا الأسطول متوجها إلى فرصة باريس على ساحل الريف المغربي، والتي يدعوها الإسبان (فاليس) من أجل محاربة السعديين، وإعادة حكم الوطاسيين تحت إشراف البرتغاليين وحمايتهم. واتفق (صالح رايس) بسرعة مع (أبي حسون) على أن يدعمه لاستعادة ملكه مقابل اعتراف (أبو حسون) بالتبعية للسلطان العثماني (سليمان القانوني) والدعاء له على المنابر. والاستعداد لتجهيز الجيوش لمباشرة غزو إسبانيا مع (صالح رايس). وجهز هذا قوة بحرية تضم (٢٢) سفينة تحمل الرجال ووسائط القتال

<<  <  ج: ص:  >  >>