للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المختلفة، كانت القوات الفرنسية - الاستعمارية تمارس أبشع أنواع القبر، وأقذر اشكال القمع الوحشي، حتى أنه ما من فترة كانت أكثر ثقلا على المجاهدين الجزائريين من فترة حكم (الاشتراكيين). وخيل لهؤلاء أنهم في سبيلهم للقضاء على الثورة بحيث أن جلاد الجزائر الاشتراكي (لاكوست) اطلق شعاره المشهور: (يجب ألا نقدم للثوار أي تنازلات، وألا نتسرع بتقديم إصلاحات سياسية، فنحن في الربع الساعة الأخيرة من تصفية الثورة) (١) واتبعه (غي موليه) بتصريحه الشهير (لمقاومة هذا التطرف نقدم البرنامج الوحيد الموافق لقانون الديمرقراطية، الذي ينحصر في: إيقاف القتال غير المشروط، وإجراء انتخابات حرة، والمشاركة في نقاش مفتوح - حر - مع منتخبي الجماهير الجزائرية) (٢). وجاء بعد ذلك رئيس الجمهورية الفرنسية (روني كوتيه) ليصدر بدوره التصريح التالي: (كيف يمكن لفرنسا دون إهانة نفسها، أن تسلم هذه الجماهير إلى ذابحي هذا العدد الهائل من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال (؟) وهل يمكن لديموقراطية جديرة بهذا الاسم أن تميز بين السيادة القومية المتعفنة والأكثر تأخرا، وبين حرية المرء، هذه التي هي غايتنا المشتركة إلا إذا اتهمنا بالجهل؟ .. لا يمكن أن يعتمد علينا بأن نضحي بالجهة المقابلة من البحر الأبيض المتوسط. ولن نخلق (ألزاس ولورين) جديدة) (٣).


(١) تصريح يوم ٢٠ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٦.
(٢) تصريح يوم ٩ كانون الثاني - جانفي - ١٩٥٧.
(٣) تصريح ١٠ تموز - يوليو - ١٩٥٧. والمرجع - ملفات وثائقية (٢٤) وزارة الإعلام والثقافة - الجزائر - أوت - ١٩٧٦ ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>