للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنوني، إنه طموح الضفدع الذي يظن نفسه بطة طائرة، ويجب ألا نتعجب كثيرا من خطة - لاكوست - فمن السهل جدا وشم الأذهان عندما تكون في بدء تفتحها، وذلك أنجع من محاولة (غسل عقول) البالغين، ولقد حققت العملية في الجزائر - من قبل - على نطاق صغير.

لقد رأى (لافيجوري) الذي كان في يوم من الأيام مطرانا لمدينة (الجزائر) بوضوح، عندما ادعى، وعبثا ادعى، أنه وريث (نابليون الثالث) في حق تحويل الجزائريين إلى (المسيحية).

كان التصميم على تمدين المسلمين (نصف تمدين) الذين ما كانوا يستطيعون أن يصبحوا (فرنسيين) قبل أن يتحولوا إلى (مسيحيين)، وكان ذلك ضربا من ضروب العبث. ولمناسبة التأسيس الرمزي لقرى الاستعمار (العربي - الكاثوليكي) في (سان سيبريان - دي زاتاف) حيث اضطر الكاردينال الاستعماري العتيد أن يكتفي بالأيتام الذين نجوا من الموت إبان (عام المجاعة - أو عام الشر سنة ١٨٦٨)، وكان (التحويل الديني) عملية جراحية روحية خيبت الأمل بقدر ما يمكن أن تخيبه عملية تلقيح بعنصر غريب. غير أن التحويل الديني، لم يلبث أن أبدل بالإلحاق السياسي. إن الوزير مؤهل، ومجهز، أكثر من رجل الدين (لتمدين الشبان الجزائريين وتطويرهم) أولئك الشبان الذين لم يكن باستطاعتهم أن يصبحوا -

فرنسيين - إلا إذا صاروا (اشتراكيين - ديموقراطيين!).

أما فيما يتعلق بالقمع، وإعادة السلام، فقد كان باستطاعة (الاشتراكي لاكوست) أن يستلهم التكنيك الهتلري إبان حملة روسيا؛ كان التوجه - الكوميسياري - يأمر بإبادة جميع المدنيين الذين ارتكبوا جريمة المقاومة، دون أي اعتبار للقوانين الدولية

<<  <  ج: ص:  >  >>