السلطان، لإلقاء القبض عليهم، وذلك على أمل أن تساعدهم هذه العملية على إضعاف الثورة والقضاء عليها. كانت دوائر الجاسوسية الفرنسية في العاصمة المراكشية - المغربية - تتابع تحركات الزعماء الجزائريين وقد أمكن لها إعلام السلطات الفرنسية - في الجزائر - العسكرية منها والمدنية، بما كان يتوافر لها من المعلومات. وفي الوقت ذاته، كان الجنرال لوريلو - القائد الأعلى للقوات الجوية في الجزائر قد حصل على موافقة الأمين العام لوزارة الحربية (ماكس لوجين) على تنفيذ العملية.
أقلع الزعماء الجزائريون من مطار (رباط صالح) على متن طائرة مغربية وضعتها الحكومة الشريفية التي كانوا في ضيافتها تحت تصرفهم للانتقال بهم إلى تونس، وذلك في الساعة (١٢،٠٠) من يوم ٢٢/ ١٠/ ١٩٥٦. وكان الخط المحدد لطيران الطائرة هو (الرباط - بالما، في جزر الباليئار، حيث ينبغي لها أن تهبط للتزود بالوقود - تونس). وكان هذا الخط بعيدا عن المجال الجوي الخاضع لرقابة السلطات الفرنسية، كما أنه لا يمر في منطقة الاستعلامات التي تراقبها أجهزة راديو الجزائر. وكان على الطائرة أن تتحول عن قطاعات الإصغاء (التنصت) في المملكة المغربية، للدخول في قطاع أشبيليا قبل أن تهبط في (بالما)، غير أن مراكز مدينتي الجزائر ووهران أصغت إلى تردد قطاع أشبيليا، وفي الساعة (١٥٠٠) - الثالثة بعد الظهر - بتوقيت غرينيتش، دخلت (وهران) في اتصال لاسلكي مع ملاحي الطائرة، وأمرتهم بالهبوط في وهران، فرد قائد الطائرة معلنا أن مخطط طيرانه يحتم عليه أن يهبط في (بالما). وما إن أزفت الساعة (١٢،٢٥) - الرابعة وخمسة وعشرين دقيقة من بعد الظهر، حتى هبطت في (بالما) بعد أن أبلغ