قائد الطائرة شركته في الدار البيضاء بأن السلطات الفرنسية قد طلبت إليه الانحراف عن خط سيره.
بادرت شركة الطيران الشريفية بإحالة هذا النبأ إلى وزير الأشغال العامة المغربي، وحينئذ أرسلت عدة رسائل من (الرباط) إلى ملاحي الطائرة في الساعة (١٦،٥٨) وفي الساعة (١٧،٥٠) تأمرها بعدم مغادرة (بالما) حتى إشعار آخر. ولكن الطائرة كانت على أرض المطار، فلا يمكن نقل الرسائل إليها إلا عن طريق المطار الذي يستخدم في اتصالاته خط (الرباط - مدينة الجزائر - باريس - مدريد - بالما). وفي الساعة (١٧،١٥) غادرت الطائرة المغربية مطار (بالما) قاصدة تونس.
وهنا ينتهي دور (وهران) فيتسلم الرقابة برج (ميزون بلانش).
تلقت الطائرة في الساعة (١٧,٣٥) أمرا من السلطات العسكرية الفرنسية بالاتجاه نحو مدينة الجزائر، وقد أعلمت السلطات المغربية بهذه الرسالة الأخيرة في الساعة (١٧،٥٠) لإجراء ما يلزم، وعلى الفور اتصل وزير الأشغال العامة المغربي بالشركة، فأمرت الطائرة بالعودة الى (بالما). وفي تلك البرهة، وصلت رسالة من الطائرة تنبىء أنها تلقت أمرا جديدا بالتوجه إلى مدينة الجزائر، وطلبت في الرسالة موافاتها بالتعليمات في أقصى السرعة وتدخلت الشركة بحزم لدى مطار (رباط - صالح) مستوضحة عن سبب عدم وصول رسائلها إلى الطائرة، فردت عليها مصلحة مخابرات المطار في الساعة (١٨،٣٦) تعلمها بأن السلطات العسكرية الفرنسية قد احتجزت تلك الرسائل. ولم يمض وقت طويل، حتى تراءى لمحطات الرادار في الجزائر أن الطائرة تحاول العودة إلى المملكة المغربية، فانطلقت من (وهران)