متفرقة من فرنسا احتجاجا على ما يلقاه الجزائريون من اضطهاد في فرنسا، واحتجاجا على الأعمال الوحشية التي تقوم بها السلطات الفرنسية ضد الوطنيين في الجزائر. وعلى الأثر شنت سلطات الشرطة الفرنسية - البوليس - حملة اعتقالات واسعة النطاق في المدن الفرنسية، لكن هذه السلطات لم تلبث أن اضطرت لاطلاق سراح المعتقلين من النساء والاطفال والذين بلغ عددهم (١٠٠٠) ألف امرأة و (٥٥٠) وخمسمائة وخمسون طفلا. وقام عدد كبير من سيارات الركاب الكبيرة بنقل هؤلاء النسوة وأطفالهن إلى نقاط قريبة من منازلهن، وقد جاء معظمهن من ضواحي العاصمة، وأعلن مدير الشرطة الفرنسية بأن النساء اللواتي اعتقلن في المدن الإقليمية أثناء تظاهرات يوم ٢١ تشرين الأول - أكتوبر - أثناء تظاهرات مماثلة قد أطلق سراحهن أيضا. وفي الوقت ذاته، بقي (١١) ألف رجل من رجال الشرطة على استعداد في باريس للتدخل ضد المظاهرات التي يحتمل للجزائريين القيام بها في اليوم التالي، بمناسبة مرور خمس سنوات على اعتقال أحمد بن بللا ورفاقه الأربعة.
وفي الواقع، فقد قام أساتذة جامعة (السوربون) وطلابها بمظاهرة يوم السبت ٢١ تشرين الاول - اكتوبر - ١٩٦١؛ احتجاجا على الإجراءات المتخذة ضد الجزائريين، ولا سيما اعتقال النساء الجزائريات وأولادهن - أمس -.
وكان المجاهدون الجزائريون قد وجهوا - في اليوم ذاته - نداء إلى الشعب الفرنسي، دعوه فيه إلى التضامن مع المتظاهرين، ومنع السلطات من تنفيذ حظر التجول العنصري في باريس.
وكانت سلطات الشرطة في باريس قد قيدت تنقلات الجزائريين خلال الليل، وناشد النداء الذي أعده الفرع الفرنسي لجبهة التحرير