للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عرض البحر (١) فقامت الملاحة البحرية (يوغولينيجا) التي تملكها بإذاعة بلاغ على الصحف، أكدت فيه أن السفينة قد أوقفت على بعد (٤٥) ميلا من الشواطىء الجزائرية، وأن ضابطا وأربعة جنود - افرنسيين - قد صعدوا إلى سطحها، وحاصروا على الفور جهاز الإرسال اللاسلكي، رغم احتجاجات ربان السفينة، وقد أدلى هذا الأخير بمثل هذه المعلومات، لمحرري الصحف الذين قابلوه في (الدار البيضاء). وعلقت (صحيفة فرنسية) (٢) على الحادث بقولها: (لم يقل أحد أن العملية تمت في المياه الإقليمية، كما أن الباخرة - سلوفانيجا - كانت مبحرة وفق القانون الدولي للبحار، وأن بيانها الاحتجاجي وارد وصحيح الأساس).

وكأنما شاءت الحكومة الفرنسية نفي تنفيذ العملية بروح عدائية، فاحتجزت البرقية التي أرسلها قائد السفينة في اليوم ذاته إلى السفارة اليوغوسلافية (بباريس)، وكانت هذه البرقية قد وصلت باريس في الساعة السابعة صباحا، ولم تسلم إلى السفارة حتى الساعة (١٩،٣٠).


(١) إن (المجلة البحرية) شبه الرسمية، والتي مر ذكرها توضح (١٩٥٨ ص ٤٠٢): (بأنها قد أوقفت على بعد (٤٠) ميلا من وهران، عملا بالحقوق البحرية، وذلك بعد أن أصبحت مياهنا الإقليمية تمتد إلى مسافة خمسين ميلا عملا بالمرسوم الصادر بهذا الشأن) والمجلة تعني المرسوم الذي سبق عرضه. ولكن من الملاحظ أن هذا المرسوم لا يعتبر قانونيا في نظر القانون الدولي للبحار. ويلاحظ ثانيا وعلى الخصوص أن المرسوم المنوه به قد جعل مسافة المياه خمسين كيلو مترا لا خمسين ميلا مما يعادل (٩٢) كيلومترا، فأي خلط بائس هذا الخلط (للمناقشة القانونية، ومزيد من التفاصيل انظر - الثورة الجزائرية والقانون - محمد البجاوي - دار اليقظة العربية - دمشق - ص ٢٣٢ - ٢٤٣.
(٢) صحيفة (لوموند) ٢١ كانون الثاني - يناير - ١٩٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>