للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبدا. وتظهر الحقيقة، وهي أن سنوات التهدئة لم تحل شيئا، لا في العاصمة (حيث كانوا يتباهون بالنجاح) ولا في سواها. الحقيقة هي أن الرغبة التي تضطرب بها أعماق المسلمين، لا تلبيها (الجزائر الجزائرية) كما يفهمها ديغول، بل (الجزائر المستقلة) لأنهم حتى وهم يهتفون: (الجزائر جزائرية) فإنما هم (بالجزائر المستقلة) يفكرون).

وكتبت (صحيفة أمريكية) (١) ما يلي: (إن الرأي القائل بأنه ليس ثمة إلا عصابة من المتمردين والمتعصبين تنادي بفكرة استقلال الجزائر، وأن كثرة المسلمين لا تحفل بهذا، إن لم تكن ترى خلافه، هذا الرأي بات من الصعب الدفاع عنه على ضوء النزاع الدامي في شوارع الجزائر).

وكتبت (صحيفة فرنسية) (٢) أيضا: (الإضراب شامل حي (القصة) بأسره، وها هو ذا جمهور هائل، جمهور عربي نموذجي يحدق بي، بحر بشري، بحر من البرانس والجلابيات. أرفع طرفي وأرى ثمة علما خفاتا في الساحة، إنه علم جبهة التحرير الوطني، إنه لشيء مذهل، إنه لا يصدق، ولكنني أؤكد أنه حقيقي، ليست هنا، أو لم تعلن هنا الجزائر، هنا عالم جديد، عالم قائم بذاته. أمس مساء، أقيم احتفال لجبهة التحرير الوطني في (ساحة راندون)، مدينة في المدينة).

هذا فيما كتبت صحيفة (سويسرية) (٣): (تدخل المسلمين


(١) صحيفة (نيويورك هيرالد تريبيون) ١٣/ ١٢ / ١٩٦٠.
(٢) صحيفة (باريس جور) ١٣/ ١٢ / ١٩٦٠.
(٣) غازيت (دو لوزان) ١٢ كانون الأول - ديسمبر - ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>