للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمام الهجوم الإسباني المضاد فتراجعوا إلى مواقعهم الأولى، بعد أن تركوا فوق أرض المعركة عددا كبيرا من الشهداء , وتمكنت في هذا اليوم سفينة إسبانية صغيرة من اختراق صفوف الأسطول الجزائري، ونقلت إلى قائد حامية وهران معلومات عن اقتراب الدعم الإسباني الذي كانت تحمله (٥٥) سفينة يتولى قيادتها (الأميرال دوريا) وأدى ذلك إلى زيادة تصميم الحامية الإسبانية على الدفاع حتى النهاية. وأرسل قائد وهران مراسلا اخترق ما بين البلدتين سباحة - يعلم أخاه (قائد المرسى الكبير) باقتراب وصول الدعم، ويطلب إليه المضي في المقاومة حتى وصول هذا الدعم. وعلى هذا استمرت المعركة بكل قسوتها وضراوتها طوال الفترة ما بين يوم ١١ أيار - مايو - وحتى يوم ٥ حزيران - يونيو -. حيث علم (حسان خير الدين) باقتراب وصول الدعم الإسباني، فقرر القيام بمعركة حاسمة، وحشد قواته، واستثار حماستها؛ وقذف بنفسه أمام صفوف الأعداء واندفع المجاهدون، غير أنهم اصطدموا من جديد بجدار المقاومة الضارية للإسبانيين وفشل الهجوم في الوصول إلى أهدافه، وطلعت شمس يوم ٧ حزيران (يونيو) لتلقي أضواءها على الأسطول الإسباني الذي يحمل الدعم وهو يقترب من وهران. وأدرك (حسان خير الدين) أن قواته التي استنزفت المعارك المستمرة قدرتها لم تعد قادرة على تطوير الأعمال القتالية، فقرر الانسحاب من المعركة. غير أن الأسطول الجزائري لم يتمكن من تجنب الاشتباك مع الأسطول الإسباني، فخاض معركة ضارية خسر فيها (٩) قطع (سفن). وانسحب بعدها إلى موانئه في الجزائر.

انتهت معركة (المرسى الكبير) بدون حسم، غير أنها أكدت تصميم الجزائر على تحرير ترابها وتطهير أرضها من الغزاة. وما أن

<<  <  ج: ص:  >  >>