للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عادت القوات إلى الجزائر حتى وجدت نفسها أمام موقف جديد يفرض عليها العودة إلى الجهاد في البحر.

كان السلطان سليمان القانوني قد اتخذ قراره بالهجوم على جزيرة (مالطه) واحتلالها، لأنها تحولت لتكون أكبر معقل صليبي في شرق البحر الأبيض المتوسط وذلك منذ اتخذ (فرسان القديس يوحنا) منها قاعدة لهم منذ سنة (١٥٣٠م). ولهذا أرسل أسطوله بقيادة (بيالي باشا) قائد البحرية العثمانية العام (قبودان باشا) كما طلب إلى (الرايس طورغود) حاكم طرابلس وجربه الانضمام بأسطوله لتنفيذ العملية، وكذلك الأمر بالنسبة لوالي الجزائر (حسان خير الدين) الذي أسرع فقاد قوة بحرية تضم (٢٥) سفينة و (٣) آلاف من أفضل المقاتلين. ووصل الأسطول الإسلامي بكامله إلى الجزيرة يوم ١٨ أيار (مايو) سنة ١٥٦٥م، وحاصرها، ثم نزلت قوات المجاهدين، فاحتلت معقل (القديس ايلم) بعد أن أصيب بخسائر فادحة وبعد معركة ضارية استشهد فيها عدد من المسلمين كان في مقدمتهم (الرايس طورغود) الذي وصفته المصادر الإفرنجية - الغربية - (بأنه كان قائدا فذا لا مثيل له، لأنه كان يتحلى بفضائل إنسانية غير معهودة في القراصنة) - وكان ذلك يوم ٢٣ أيار - مايو - وتوالت المعارك البطولية بين الجانبين كان من أبرزها هجوم المسلمين بقيادة حسان خير الدين يوم ١٥ تموز - يوليو - على حصن (القديس ميخائيل) وهو الهجوم الذي نجحت حامية الحصن في إحباطه بعد أن تكبد الطرفان خسائر فادحة. وتبع ذلك تطور على جبهة الصليبيين حيث جهزت صقليا جيشا تولى قيادته نائب الملك، ودعم بأسطول يضم (٢٨) سفينة حربية تحمل (١٢) ألف مقاتل. وأدى وصول هذا الدعم إلى تصعيد الصراع المسلح من جديد واستمرت الأعمال القتالية بدون هوادة،

<<  <  ج: ص:  >  >>