تتعلق بمضمون هذا العدد والثانية تتعلق بدور القيادة التاريخية في (بناء الثورة) لمرحلة ما بعد الاستقلال.
أما بالنسبة للنقطة الأولى، فإن دور (جبهة التحرير الوطني) يبرز من خلال كافة الكتب التي سبق عرضها، وإن التركيز هنا يهدف إلى إبراز وتأكيد بعض الأسس التي انتهجتها الثورة، والمبادىء التي سارت عليها، ونظرا لوفرة المادة فقد كان لا بد من التوقف عند أبرز الأعمال وضوحا، ولو أن بقية الأعمال لا تقل عما تم عرضه قيمة وأهمية. أما النقطة الثانية فهي تلك التي سبق عرضها في مقدمة الأعداد الأولى (أعني سرقة الثورات).
لقد أدركت القيادة التاريخية أنها بحكم ظروفها، ومع كل تقدم لها خلال سنوات الصراع، ستضطر إلى إفساح المجال أمام المتسللين و (الديماغوجيين) و (الطفيليين) سارقي الثورات ومنتحلي الانتصارات، ومن هنا كان إصرارها على الإمساك بالقيادة، وعدم تسليمها الا (للثوار المجاهدين) - اقرأ (جبهة التحرير الوطني - تنظيم وادارة)، ولكن هل استطاع هذا الإجراء تشكيل سد ضد الانحرافات؟.
لقد قامت الثورة على أرضية عربية - إسلامية، وغذتها دماء المجاهدين، ودعمتها تضحياتهم، حتى إذا اشتد ساعد الثورة، وقسا عودها، وباتت بواكير ثمارها اليانعة بالظهور أسرع (الديماعرجيون) للقطاف، من ثمار سيول الدماء الزكية، وتضحيات الشعب الصامد وآلامه ومعاناته.
ومثل هؤلاء موجودون في كل شعب، غير أن الثورة العظمى لا بد وأن تبقى منارا في العالم العربي - الإسلامي، حتى تكون وفية