الحاج) والمقربين من أنصاره بالعودة إلى (الجماعة) باءت بالفشل.
وقعت نحوا من ثلاثين هجمة متزامنة في جميع أنحاء الجزائر، على مختلف الأهداف العسكرية والبوليسية في صباح الأول من تشرين الثانى (نوفمبر) ١٩٥٤، وقد اشترك فى هذا الهجوم نحوا من ألفين الى ثلاثة آلاف مجاهد، سلاحهم على الأغلب بنادق الصيد والأسلحة المحلية الأخرى، وقد تمكنت مفارز الهجوم الصغيرة من الانسحاب بعد اداء المهام التي عهد اليها بأدائها، وأقام اعصاء اللجنة الثورية في منطقة جبال الأوراس قواعد لعمليات مستمرة، يشنونها من المعاقل الجبلية التي لا يستطيع الفرنسيون الوصول اليها. وهكذا بدأت الثورة، أو الأزمة الطويلة التي (حولت التنافر الى وحدة).
تحولت (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) عشية يوم الثورة الى (جبهة التحرير الوطني) من الناحية السياسة، والى (جيش
التحرير الوطني) من الناحية العسكرية.
نظم في الوقت ذاته نسق قيادي ثان، ضم فيمن ضمهم (عمارنه وعبانه وناصر) عن القبائل، و (زيروت وبن طوبال) في شمال قسنطينة، و (شيهاني ونواوره) في الأوراس و (بوصوف) في وهران، و (سويداني ودحلب وبن خده) في الجزائر العاصمة؛ وكانت القيادة تتألف على الغالب من عسكريين يتمتعون بصلاحيات واسعة لاتخاذ القرارات المحلية، ومن بعض الجزائريين الذين يعيشون في خارج البلاد والذين تنحصر مهمتهم بالدرجة الأولى في الحصول على الاسلحة والمعدات للمجاهدين. وكانت مهمة (البعثة الخارجية)، كما اسميت فيما بعد،