على كل من أنصار (مصالي) وأنصار (اللجنة المركزية) على الخلافات الداخلية التي مزقت (حركة انتصار الحريات)، وقد اعتقدوا ان البحث عن الوحدة يجب ان يتم في القاعدة الحزبية لا بين قادة الحزب وزعمائه، وأن على كل مجموعة من المناضلين ان تنشق على كل من الفئتين وان تبحث بنفسها ازمة الحزب. ورفضت (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) من ناحيتها حجج كل من الفريقين، ولكنها كانت أقرب فى الاتجاه السياسي إلى جماعة (اللجنة المركزية) إذ رأت أن الوحدة ضرورة للنجاح، وإن اختلفت معها في موضوع التوقيت الضروري اللازم، واعتقدت أن الوحدة ليست شرطا مسبقا للأخذ بزمام المبادرة، بل رأت على النقيض أن العمل هو خير سبيل للتقريب بين الجزائريين الذين يحبون وطنهم.
وتابع أعضاء (اللجنة الثورية) عند الاجتماعات السرية بين آذار (مارس) وتشرين الأول (أكتوبر) ١٩٥٤، واجتمع كريم بلقاسم ومصطفى بن بو العيد في (الجزائر) وهما يمثلان قاعدتي الثورة الأساسيتين (القبائل والأوراس) واتفقا على حمل السلاح ضد الحكم الاستعماري وسرعان ما انضم إليهما الزعماء الأربعة الآخرون وحددوا المسؤوليات والأهداف، واتخذوا في اجتماعهم التاريخي الذي عقدوه في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) قرارهم الخطير بالبدء بالثورة في ليل (عيد جميع القديسين) أي في الساعة الواحدة من صباح الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، واجتمع في غضون ذلك زعماء لجنة الثورة الموجودون في الخارج، في مراكز الاصطياف في سويسرا، لتنظيم عمليات شراء الأسلحة، وحشد تأييد الوطنيين الآخرين، وانضم عدد من أنصار (اللجنة المركزية) الى الحركة، لكن جميع المحاولات التي بذلت لإقناع (مصالي