للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرسى بدون أن يشعر بوصولها أحد. وكان الأسطول الجزائري مجمعا في مرسى الجزائر الضيق، وقد تقاربت سفنه بعضها من بعض، بحيث كان إشعال النار في سفينتين أو ثلاث منه كافيا لإحراق الأسطول بمجموعه. وأعطى (خوان) أوامره إلى ستة من رجاله بإحراق السفن، بينما مضى هو وبقية الرجال إلى (باب البحر) فباغت رجل الحرس الجزائري وقتله، ثم توجهت قوة الإغارة إلى مكان الأسرى النصارى، يحملون معهم الأسلحة من أجل تنفيذ العملية. لكن عناصر الإغارة لم تر ألسنة اللهب المتصاعدة من سفن الأسطول الجزائري - كما كان متوقعا. فتوقفت عن مهاجمة دار الأسرى، وعلمت أن زمرة إحراق السفن لم تتمكن من تنفيذ واجبها.

فاكتفت بتحرير نحوا من عشرين أسيرا نصرانيا، وانسحبت إلى السفينتين، رغم معارضة قائد العملية خوان - وغادرت السفينتان المرسى وهما تستخدمان المجاذيف. وتبين عندئذ أن رجال الحرس في المرسى قد تنبهوا منذ اللحظة الأولى لحركة قوة الإغارة، فقتلوا أفراد الزمرة الستة المكلفين بإحراق السفن، ثم ركب الجزائريون بعض السفن، وتتبعوا رجال العصابة حتى لحقوا بهم غير بعيد عن الساحل، وأرمغموهم على العودة إلى الجزائر ومعهم الأسرى الذين عملوا على تحريرهم. وأعيد البحارة إلى سجن الأسرى أما (خوان قاسكون) فقد اقتيد إلى المحاكمة، التي قررت تسليمه للشعب الهائج فتم إعدامه وعلقت جثته أيامأ فوق سور المدينة، على الرغم من احتجاج رجال البحر ودفاعهم عنه باعتباره (محاربا) يجوز أسره ولا يجوز إعدامه.

...

حدثت خلال هذه الفترة تطورات من المناسب الإشارة إليها، فغد توفي السلطان سليمان القانوني يوم ٥ أيلول - سبتمبر - ١٥٦٦ (٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>