مهمة للغاية؛ وهي تنظيم طرق الإمدادات عبر أراضي تونس والمغرب (مراكش) لفتح جبهات حربية جديدة في البلاد.
وظل هؤلاء الشبان يقودون (ثورة الجزائر) حتى شهر آب (اغسطس) عام (١٩٥٦)، وانضم اليهم في غضون هذه المدة عدد من الأفراد المهمين من اعضاء اللجنة المركزية لحركة (انتصار الحريات الديموقراطية) ومن (الاتحاد الديموقراطي) لأنصار البيان - فرحات عباس) و (جماعة العلماء - أحمد توفيق المدني) واخد اكثرهم يعمل في (البعثة الخارجية) التي أخدت توسع نشاطها الدبلوماسي.
يظهر من ذلك ان هناك ثمة تداخل كبير بين القيادات السياسية والعسكرية القائمة في القمة من (جبهة التحرير الوطني) و (جيش التحرير الوطني)؛ ولقد ضمت جبهة التحرير الأعضاء الرئيسيين في هذه القيادات ضمن هيئتيها الحاكمتين، أما على المستويات المنخفضة، فعلى الرغم من الترابط القائم بين جهاز الجبهة وجهاز الجيش، فإن الجهازين منفصلين إلى حد ما؛ فعلى جميع مستويات الجيش، يرتبط المفوضون السياسيون أو المثقفون بالقيادة العسكرية، وهم يحملون نفس الرتب التي يحملها إخوانهم العسكريون، ويتولى المفضون السياسيون مهمة إعداد القواعد للعمليات العسكرية، عن طريق الدعاية والنشاط الإعلامي، وكذلك إقامة الإدارات المحلية للعناية بالشؤون غير العسكرية أثناء إقامة الجيش في منطقة من المناطق وبعدها، وتقوم الجبهة بمجهود أساسي في هذا الميدان لإقامة دولة داخل دولة، تتولى بالنسبة إلى الجزائريين سرا وعلانية، في المناطق المحررة، جميع الأعمال التي كانت تقوم بها الإدارة الفرنسية حتى الثورة، فيعمل المفوضون