وكما رفضت الجبهة فكرة (القيادة الفردية) على مستوى القيادة العليا، فكذلك فعلت على مستوى القاعدة حيث نظمت القيادة على أساس جماعي، والمهمة الرئيسية لهذه القيادة هي تنظيم العلاقات القوية بين قوات الثورة وجمهور الشعب، وتعبئة المنطقة للحرب، وتأمين جميع المتطلبات الأساسية للمواطنين. وتقوم (المجالس الشعبية) على أساس الانتخاب، ويرأس كل مجلس منها رئيس مسؤول عن القضايا المدنية، وعن نقل الشكاوى المحلية إلى السلطات العليا في كل الأحوال، وتتخذ القرارات بصورة مشتركة داخل (مجالس الشعب)، وهناك عضو ثان مسؤول عن القضايا المالية، مثل جمع الضرائب على أساس (القدرة على الدفع) واستخدام هذه الأموال بالطريقة الصحيحة، وثمة موظف ثالث مسؤول عن شؤون الدعاية والإعلام، وهو يقوم بتوزيع أنباء جبهة التحرير وجيشها، ويعمل على دعم الروح المعنوية، ويكتشف الخونة ويبلغ عنهم، ويؤمن توزيع البريد والاتصالات السريعة، ويتولى أيضا شؤون التعليم الابتدائي (الأولي)؛ وهذا الموظف هو المساعد المحلي للمفوض السياسي في المنطقة كلها، وهناك موظف رابع مسؤول عن شؤون التموين والمواد الغذائية، وخامس عن قضايا الشرطة والأمن العام، ولديه الصلاحيات لاستدعاء شرطة الجيش عند الضرورة، ويتولى بعض الأعمال الأخرى، مثل: توزيع المياه في القرية، وتنظيم الملاجىء وأمور الدفاع السلبي ضد السلطات الفرنسية؛ ويقوم هذا الموظف بإبلاغ قيادة الجبهة فورا عن كل ما يحدث، كما يعمل على تأمين إخفاء مجاهدي جيش التحرير في القرى إذا ما لزم الأمر، وينظم الاجتماعات التي تعقد في المنطقة