إن جامعة الشغل العامة (س. ج. ت) الخاضعة للتأثير الشيوعي هي في مثل موقف (الحزب الشيوعي) تدور وتدور في الفراغ، دون أن تستطيع أن تصدر أمرا أو تنفذه. فالجمود الذي عم حركة العمال المنظمة وأثقله موقف نقابات (القوة العمالية - ف. او) و (الجامعة الفرنسية للعمال المسيحيين - س. ف. ت. س.) ليس وليد ضعف في عزيمة عمال المدن، ولكنه ناجم عن جمود الأركان النقابية للاتحاد العام للنقابات الجزائرية، والتي تنتظر وهي مكتوفة الأيدي أوامر (باريس).
لقد برهن عمال (ميناء الجزائر) على قوة عزيمتهم بالمساهمة في الإضراب السياسي التذكاري في فاتح نوفمبر ١٩٥٦.
أدرك كثير من العمال أن ذلك اليوم الوطني كان يصطبغ بصبغة الإجماع على نطاق أوسع بيانا وأقوى نشاطا وأكبر فائدة لو دعيت منظمات العمال إلى الكفاح العام بحذاقة ولباقة من طرف هيئة نقابية مكزية وطنية حقيقية، ولقد تأكد هذا الحكم الصحيح بوضوح تام من خلال النجاح الرائع الذي أحرزه الإضراب العام الوطني في يوم ٥ تموز - يوليو - ١٩٥٦، ولذلك استقبل العمال الجزائريون نشأة (الاتحاد العام للعمال الجزائريين - او. ج. ت. أ) الذي كان نموه مطردا لا يقهر بصفته اللسان المعبر عن رغبتهم وتشوقهم إلى مساهمة أقوى وأنشط في تدمير الاستعمار المسؤول عن حالة البؤس والبطالة والهجرة والمهانة، وإن انتشار هذا الشعور الوطني، مع ارتفاع مستواه إلى مرتبة أرقى، لم يلبث أن قوض الأساس العمالي للحزب الشيوعي الجزائري كما يقوض المبنى القائم على الرمل، وكان ذلك الأساس ذاته قد ضعف بعد ضياع عناصره الأوروبية المترددة المذبذبة. على أننا نسجل بعض الأعمال الفردية الصادرة عن بعض