وي - وي/ نعم نعم) نظرا إلى الصمت الذي لزمه بعد موافقة البرلمان الفرنسي على إطلاق النفوذ للحكومة.
لم تكن لدى (الشيوعيين الجزائريين) الشجاعة الكافية لاستنكار هذا الموقف الانتهازي الذي وقفته الكتلة البرلمانية الشيوعية، وليس هذا فقط، بل إنهم لم يقولوا ولو كلمة احتجاج واحدة ضد ما تقرره فرنسا، أو القيام بنشاط واضح ضد حرب الجزائر، مثل المظاهرات ضد إرسال النجدات العسكرية، أو تنظيم إضراب في وسائل النقل وفي البحرية التجارية وفي الموانىء لشحن العتاد الحربي.
لقد اضمحل (الحزب الشيوعي الجزائري) بصفته منظمة جدية، وذلك على الخصوص لكثرة ما فيه من الأوروبيين الذين تضعضعت عقائدهم (القومية الجزائرية) فأظهرت ما فيهم من تناقض أمام المقاومة المسلحة.
إن الأصل في انعدام هذا الانسجام في السياسة المضطربة الناشئة عنه، هو البلبلة والاعتقاد بأنه من المحال تحرير الوطن الجزائري قبل انتصار ثورة طبقة العمال في فرنسا؛ وهذه الأيديولوجية التي تذكر الحقيقة هي من آثار نظريات الخلية الفرنسية الأممية العمالية التي تدعو إلى سياسة الإدماج السلبي والانتهازي. فهي تنكر (صفة الثورة) على طبقة الفلاحين عامة، والفلاحين الجزائريين منهم خاصة، وتزعم أنها تحمي طبقة العمال الجزائريين من خطر مريب، هو خطر الوقوع تحت سيطرة (البورجوازية العربية)، وكأن الاستقلال الوطني الجزائري سيسلك حتما طريق الثورات الفاشلة، بل يتقهقر إلى نظام إقطاعي ما.