وقد كشفت الجريدة الاشتراكية الأسبوعية (دومان/ غدا) عن الخلافات القائمة بين الساسة الفرنسيين في الخطة التي يجب سلوكها، فكتبت أن بعض الوزراء مستعدون لإطلاق الحرية لمصالي، لمنع جبهة التحرير الوطني من أن يتعزز جانبها، (وإنما المشكلة الوحيدة هي التأمين على حياة الزعيم الجزائري).
واذا ما ذكرنا أن مصالي قد حمل حملة عنيفة على البلاد العربية، (وهذا لا محالة مما يسر سوستيل ولاكوست وبورجو وأمثالهم) تحققنا أن نقله من (أنقولام) إلى (بل إيل) يثبت الفكرة التي عرضتها جريدة (دومان)، وإذا كانت حياة مصالي نفيسة إلى هذا الحد عند الاستعمار الفرنسي، فهل نعجب من أن نراه يتدهور إلى الخيانة عن خبرة ودراية؟.
الشيوعية غائبة
لم يستطع الحزب الشيوعي الجزائري أن يلعب دورا يستحق الذكر، رغم وجوده في حالة غير قانونية، ورغم الدعاية الصاخبة التي أضفتها عليه الصحافة الاستعمارية لتبرير اشتراكه المزعوم في الثورة الجزائرية. إن الإدارة الشيوعية التي هي إدارة مكتبية (بيروقراطية) لا صلة لها بالشعب، ولم تكن قادرة على تحليل الحالة الثورية تحليلا صحيحا. ولذا فقد استنكرت (الإرهاب) وأمرت أعضاء الحزب من سكان (أوراس) الذين قدموا إلى الجزائر في الأشهر الأولى من نشوب الثورة يأخذوا الأوامر والتعليمات بألا يحملوا السلاح. لقد كان خضوع (الحزب الشيوعي الجزائري) للحزب الشيوعي الفرنسي، خضوع (بني