أنه لا يكتفي بمشاهدة شروق الشمس ولكنه ينادي بأنه (هو الذي يجعل الشمس تشرق).
إن القومية الجزائرية التي يزعم (مصالي) بوقاحة أنه هو محدثها، إنما هي حدث عالمي نتيجة تطور طبيعي تسير عليه جميع الشعوب التي تفيق من سباتها، فكما أن الشمس تشرق من غير أن يكون للديك في شروقها يد، فكذلك الثورة الجزائرية تنتصر من غير أن يكون (لمصالي) فيها فضل أو مزية.
لقد كان هذا المديح لمذهب مصالي في الصحافة الفرنسية دليلا جديا على ما كان يجري من إعداد لجو مصطنع يوافق المناورة الواسعة النطاق ضد الثورة الجزائرية، تلك هي التفرقة التي هي السلاح المعروف للاستعمار.
لقد حاولت الحكومة الفرنسية عبثا أن تقاوم جبهة التحرير الوطني بتنظيم الهيئات المعتدلة، ولما أيقن الاستعمار الفرنسي أنه لا
يستطيع أن يعول على (السايح) أو (فارس) لأن فكرة (بني وي وي) قد كسدت سوقها وزالت بصفة نهائية لا رجوع بعدها، طمع في استخدام رئيس (الحركة القومية الجزائرية) في مكيدته الشيطانية الأخيرة، حتى يسلب الشعب الجزائري انتصاره؛ و (مصالي) في ذلك خير آلة للسياسة الاستعمارية لأنه رجل ذو غرور وعجرفة، ليس له ضمير ولا أنفة، وعلى هذا لم يكن من المصادفة قول (جاك سوستيل) للأستاذ (مانسيون) في شهر تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٥:(إن مصالي هو وسيلتي الأخيرة)، ولا يتورع الوزير المقيم (لاكوست) من التعبير للصحافة الاستعمارية الجزائرية عن سروره بملاحظة أن (الحركة القومية الجزائرية) إنما تعمل على