للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقوات الجزائرية، وبقوات المغرب العربي الإسلامي لخوض حرواب الإيمان.

وكان المغرب العربي الإسلامي هو الميدان الأول للجهاد. وكانت (تونس) هي الهدف المرحلي في تلك الحروب والحملات المتواصلة، التي لا تكاد تتوقف على مسرح من مسارح العمليات حتى تتفجر على مسرح آخر.

وفي تلك الفترة، كان البابا بيوس الخامس (١٥٦٦ - ١٥٧٢م) قد انطلق على سيرة أسلافه في تأجيج نار الحراب الصليبية، فعمل على جمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة، وحشد قواتها في البر والبحر تحت راية البابوية للوقوف في وجه الإسلام. وتم عقد حلف كاثوليكي مقدس في كاتدرائية سان بيير (القديس بطرس) يوم ٢٥ أيار - مايو - ١٥٧٠م ليضم هذا الحلف الدويلات الإيطالية والألمانية، وقوات البابا وأسطوله. وأخذت هذه القوى مجتمعة في الإعداد للهجوم والإستعداد له. وكان من نتيجة ذلك وقوع معركة ليبانت البحرية والتي سبق التعرض لها.

أراد الأمير (جون - اويوحنا) النمساوي. استثمار النصر الذي أحرزته القوات الصليبية المتحالفه في (ليبانت - أو - ليبانتي) لغزو المغرب العربي الإسلامي، والبدء في ذلك بمدية تونس (١). لانتزاعها من


(١) كان والي الجزائر (قلج علي) قد هاجم الملك الحفصي بباجه ودمر قواته، وتقدم إلى تونس ففتحت له أبوابها. ويذكر مؤرخ هذا الحدث بقوله: (وفتح أهل الحاضرة - تونس - أبوابها لعلي باشا فدخلها بمن معه، وقصد القصبة سنة ٩٧٧ هـ (١٥٦٩ م) ونادى في الناس بالأمان، فاجتمع إليه وجوه البلد وأخذ عليهم البيعة للسلطان سليم العثماني، وجهر الخطباء بالدعاء له على المنابر، وضربت السكة باسمه، ولما استقرت قدمه جاءه =

<<  <  ج: ص:  >  >>