التضخم المالي، ضعف الانتاج، الكساد الاقتصادي، القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة، تسليم إقليم السار لألمانيا الغربية.
ثم إن الزحف الثوري في شمال أفريقيا على الرغم من انعدام خطة سياسية مشتركة لضعف لجنة تحرير المغرب في أساسها قد اضطر الاستعمار الفرنسي إلى وضع خطة دفاعية ارتجالية مستعملا كل أنواع القمع الاستعبادي التقليدي، والمحادثات الفرنسية - التونسية التي كان المفروض أن تقوم بمثابة حاجز استعماري على الطريقة الجديدة، قد أصبحت متأخرة من أثر الخط الشعبي، ومن الضربات التي انهالت على الاستعمار في البلدان الشقيقة الثلاثة، وكان تطور الأزمة المغربية السريع، ودخول الجبليين في الكفاح المسلح، معززين جانب المقاومة في الحضر، ولا سيما أثر الثورة الجزائرية، كل ذلك كان من العوامل الفعالة في انقلاب الموقف الرسمي الفرنسي وفي استقلال المغرب. وهذا التغيير المفاجىء في سلوك الحكومة الاستعمارية التي تخلت عن الجمود وأوغلت في طريق البحث عن حل عاجل، إنما دعت إليه أسباب استراتيجية هي:
١ - منع تكوين جبهة ثانية حقيقية بإنهاء الاتحاد بين الكفاح المسلح في الريف المغربي وفي الجزائر.
٢ - القضاء على وحدة الكفاح في بلدان شمال أفريقيا الثلاثة (تونس والجزائر والمغرب).
٣ - عزل الثورة الجزائرية التي كانت صبغتها الشعبية تجعلها أشد خطرا.