بواسطة انتخابات حرة، ووقف القتال. ولم يكن إعلان الإصلاحات الجزئية الطفيفة إلا كصرخة في واد، لا يبالي بها أحد وهي ترمي إلى إلغاء تمثيل الجزائر في البرلمان بصفة مؤقتة، وحل المجلس الجزائري وتطهير الشرطة تطهيرا خفيفا، وتبديل ثلاثة من كبار الموظفين، والزيادة في الأجور الفلاحية، وتعيين المسلمين في الوظائف العمومية في بعض المناصب الإدارية، والإصلاح الزراعي والانتخابات في هيئة ناخبة واحدة، واليوم تعلن حكومة (غي مولي) وجود ستة أو سبعة مشاريع لوضع دستور الجزائر الذي تكون خطته الأساسية هي إنشاء مجلسين أحدهما تشريعي والثاني اقتصادي مع حكومة تتألف من وزراء مندوبين ويرأسها وجوبا وزير من أعضاء الحكومة الفرنسية، وهذا يدل من جهة على التطور الذي وقع في الرأي العام بفرنسا بفضل جهادنا، كما يدل من جهة أخرى على الحلم الجنوني الذي لا يزال يحلم به الساسة الفرنسيون حين يعتقدون أننا سنرضى بتواطوء مخجل كهذا. ثم إن محاولة التفريق بين هيئة المقاومة وتضامن الشعب الجزائري التي دعا إليها (نيجلان) في الميدان الداخلي قد تقرر شفعها بمحاولة فصل الثورة الجزائرية عن تضامن الشعوب المناهضة للاستعمار في الميدان الخارجي، وتولى (بينو) القيام بها، ولكن جبهة التحرير الوطني ستخيب مساعي العدو المقبلة، كما خيبتها في الماضي.
٢ - البوادر السياسية
لقد قام الدليل على أن الثورة الجزائرية ليست بحركة تمرد فوضوية محدودة، دون انسجام ولا إدارة سياسية، أو أنها معرضة للفشل. ولقد قام الدليل - أيضا - على أنها بالعكس ثورة حقيقية