باديس - أو قلعة فاليس) للإسبانيين، وذلك (وفقا لما ذكره المؤرخون العرب): (لأن السلطان الغالب بالله لما رأى عمارة - أسطول - الأتراك والجزائريين لا ينقطع ترددها عن حجر باديس ومرسى طنجة - يعني البوغاز - وتخوف منهم، اتفق مع الطاغية الإسباني، على أن يعطيه حجر باديس، ويخليها لهم من المسلمين). فتنقطع بذلك مادة الترك عن المغرب، ولا يجدوا سبيلا إليه، فنزل النصارى على حجر باديس، وأخرجوا المسلمين منها، ونبشوا قبور الأموات وحرقوها، وأهانوا المسلمين كل إهانة ولما بلغ خبر نزولهم عليها لولده محمد. وكان خليفته على فاس، خرج بجيوشه لإغاثة المسلمين، فلما كان بوادي اللبن، بلغه استيلاؤهم عليها، فرجع وتركها لهم).
وتوفي الملك السعدي الغاب بمدينة مراكش سنة (٩٨٢ هـ = ١٥٧٤ م) وخلفه ابنه محمد المتوكل، غير أن الشيخ (عبد الملك ابن الشيخ السعدي - أخا الغالب) لم يعترف بالملك لابن أخيه (محمد) وطالب بالعرش لنفسه، وغادر البلاد إلى استانبول يستنجد السلطان العثماني (مراد الثالث) ويعترف له بالخلافة، ويلتزم بالدعاء له فوق المنابر، إذا ما هو استقر على عرش السعديين. ولم يكتف الشريف عبد الملك بهذا الوعد، بل انضم إلى الجيش العثماني الذي ذهب مجاهدا لإنقاذ تونس على رأس جماعة من أنصاره. وعلى إثر ذلك طلب السلطان (مراد الثالث) إلى والي الجزائر (القائد رمضان الذي خلف قلج علي) تجهيز جيش الدولة الجزائرية، واقتحام حدود الدولة المغربية، ودعم الشريف عبد الملك الذي كان قد دخل البلاد - بصورة سرية - وأخذ في استثارة أنصاره، واستنفار القبائل من أجل دعم دعوته.
ما أن انتهى القائد رمضان من تجهيز جيش الجزائر حتى توجه